JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->

من هو الفاروق ؟


 من هو الفاروق ؟ 


من هو الفاروق ؟ حديثنا اليوم عن الفاروق من هو ونشأته وصور عن حياته وصور له في نصرة الدين ووفاته .


عمر بن الخطاب: 

عُرف عمر بن الخطاب رضي الله عنه بأنه واحد من أعظم القادة في تاريخ الإسلام. كان ثاني خليفة للمسلمين بعد أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وساهم بشكل كبير في بناء الدولة الإسلامية، وكان له دور محوري في نشر العدالة وتأسيس أسس الحكم في عصره. يُعتبر عمر بن الخطاب مثالاً يحتذى به في الشجاعة والحكمة والإيمان، وما تركه من إرث تاريخي لا يزال مصدر إلهام للأجيال القادمة.

نشأته وبداية حياته

وُلد عمر بن الخطاب رضي الله عنه في مكة المكرمة عام 584م، وكان من أسرة قريشية نبيلة وثرية. في البداية، كان عمر من أعداء الإسلام، حيث كان يعارض دعوة النبي محمد صلى الله عليه وسلم بشكل قوي. لكنه في يوم من الأيام، وبعد حادثة مؤثرة، دخل الإسلام وأصبح أحد أبرز أبطال الدعوة الإسلامية. لقد أسلم في السنة السادسة من البعثة النبوية، وكان إسلامه نقطة تحول في تاريخ الدعوة.

إيمانه العميق ودوره في الدعوة الإسلامية

بعد إسلامه، أصبح عمر بن الخطاب أحد أقوى المدافعين عن الإسلام، ووقف مع النبي صلى الله عليه وسلم في الكثير من المواقف الصعبة. كان يتميز بجرأته وصدقه، وكان لا يتردد في قول الحق مهما كانت العواقب. كان يعين النبي في مشواره الجهادي، ويشارك في الغزوات والمعارك مثل بدر وأحد والخندق. كما كان له دور كبير في تعزيز مكانة المسلمين أمام أعدائهم، وتثبيت أركان الإسلام.

فترة خلافته وإنجازاته

تولى عمر بن الخطاب الخلافة بعد وفاة أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وفي عهده شهدت الأمة الإسلامية تطورًا غير مسبوق. لم يكن عمر مجرد حاكم عادي، بل كان رمزًا للعدالة والحكم الرشيد. فيما يلي بعض من أبرز إنجازات عمر بن الخطاب في فترة خلافته:

  1. فتح الأراضي الشاسعة: في عهد عمر بن الخطاب، توسعت الدولة الإسلامية بشكل هائل، حيث تم فتح بلاد الشام وفارس ومصر، حتى أصبحت الدولة الإسلامية إمبراطورية تمتد من الهند شرقا إلى المحيط الأطلسي غربا.

  2. نظام القضاء والعدالة: أسس عمر بن الخطاب نظامًا قضائيًا قويًا يعتمد على العدل والمساواة بين المسلمين وغيرهم. كان لا يميز بين الغني والفقير، وكان يقيم الحدود ويعاقب المخالفين بلا تردد.

  3. إنشاء المؤسسات الحكومية: قام عمر بتأسيس العديد من المؤسسات المهمة في الدولة، مثل بيت المال، ودوائر الدولة، وإنشاء البريد ونظام الشرطة. كما قام بتقسيم الأراضي المفتوحة بين المسلمين وأقرّ قوانين عادلة لتوزيع الغنائم.

  4. الاهتمام بالعمران: تحت قيادة عمر، تم بناء العديد من المدن الكبرى مثل الكوفة والبصرة، والتي أصبحت فيما بعد مراكز للحضارة الإسلامية. كما اهتم بالبنية التحتية، مثل بناء الطرق، والآبار، وتوفير الأمن في المدن.

  5. الاهتمام بالعلماء والمفكرين: في عصره، كان العلم محط اهتمام، وقد قام بإنشاء المدارس والمراكز التعليمية. كما اهتم بتسجيل الحديث النبوي وتوثيقه، وأمر بجمع القرآن الكريم في مصحف واحد بعد استشهاد العديد من حفظة القرآن في معركة اليمامة.

العدالة في حكمه

كان عمر بن الخطاب معروفًا بعدالته المطلقة. كان يُشهر سيفه ضد الظلم ويقف في وجه أي شخص يسعى لاستغلال منصبه أو السلطة. من أشهر المواقف التي تُظهر عدالته، تلك التي حدثت عندما جاءه أحد الفلاحين من مصر ليشكو ظلم أحد ولاة مصر. فما كان من عمر إلا أن كتب رسالة إلى الوالي يُعنفه فيها ويأمره بإعادة حقوق الفلاح فورًا.

كان عمر يقول: "إني والله لا أخاف على نفسي من أحد، ولكنني أخاف على رعيتي أن يظلمها أحد." وهو ما يجسد تواضعه وحرصه الشديد على أن يحكم بالعدل بين الناس.

وفاته وإرثه

توفي عمر بن الخطاب في عام 644م، بعد أن استُشهد في صلاة الفجر على يد أبو لؤلؤة المجوسي، الذي اغتال الخليفة أثناء تأديته الصلاة في مسجد المدينة. وبعد وفاته، فقدت الأمة الإسلامية شخصية قيادية عظيمة، لكن إرثه في العدالة والحكم الرشيد بقي حيًا في قلوب المسلمين.

لقد كان عمر بن الخطاب قائدًا ذا شخصية استثنائية؛ فقد جمع بين القوة والحكمة، وبين الشجاعة والعدل. استطاع أن يحكم أكبر إمبراطورية في العالم آنذاك بيدٍ من حديد، بينما كان قلبه مليئًا بالتواضع والإيمان بالله ورسوله.

خاتمة

لقد ترك عمر بن الخطاب أثرًا كبيرًا على الأمة الإسلامية والعالم بأسره، وأصبح نموذجًا للحاكم العادل والقائد الحكيم الذي يُحتذى به. إن سيرته العطرة تعلمنا أن القيادة الحقيقية لا تتمثل في القوة فقط، بل في العدالة، الإيمان، والتواضع. فإرثه ما زال حاضرًا في الكثير من جوانب حياتنا اليوم، سواء في العدالة الاجتماعية أو في كيفية القيادة النزيهة التي لا تحابي أحدًا على حساب الآخر.

رضي الله عنه.

NameEmailMessage